Telegram Group Search
📩قال_ابن_القيم  -رحمه الله :

اﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍلله ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ
ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻫﻤﻤﻬﻢ ﻭﺛﺒﺎﺗﻬﻢ ﻭﺭﻏﺒﺘﻬﻢ ﻭﺭﻫﺒﺘﻬﻢ .

📚 _ الفوائد (  1 / 97 )
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ويصلح أحوال المسلمين في كل مكان.
قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أيُّ الناسِ أفضلُ قال كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ قالوا صدوقُ اللسانِ نعرفُه فما مخمومُ القلبِ قال هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسدَ

الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 3416 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

سلامةُ القلبِ وصِدقُ اللِّسانِ من أجلِّ الصِّفاتِ التي ينبغي أن يَتحلَّى بها المسلمُ، وهي مِن الصِّفاتِ التي يَتفاضَلُ فيها الناسُ، وهي مِن أعظمِ أسبابِ دخولِ الجَنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رَضي اللهُ عنهما: "قيل لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى علَيه وسلَّم: أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "كلُّ مَخْمومِ القلبِ"، أي: سَليمِ القَلبِ نَظيفِه، وهو مِن تَخميمِ البَيتِ، أي: كَنْسِه وتَنظيفِه، والمعنى: أن يكونَ قلبُه نَظيفًا خاليًا مِن سيِّئِ الأخلاقِ، "صَدُوقِ اللِّسانِ"، أي: لسانُه مُبالِغٌ في الصِّدقِ، فيَحصُلُ بذلك المطابقَةُ بين تَحسين اللِّسانِ وطهارةِ القَلبِ، فيَخرُجُ عن كوْنِه مُرائيًا.
فقال الصَّحابةُ رَضي اللهُ عنهم: "صَدوقُ اللِّسانِ نَعرِفُه، فما مَخمومُ القلبِ؟"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هو التَّقيُّ"، أي: الخائفُ مِن اللهِ في سرِّه وعلَنِه، والمُراقِب له في كلِّ أعمالِه، "النَّقيُّ"، أي: نقيُّ القلبِ، وطاهِرُ الباطِنِ، "لا إثْمَ فيه"، وفي روايةٍ: "لا إثْمَ عليه"، أي: لا يوجَدُ به سوءٌ مِن الحِقدِ والغِلِّ، فإنَّه مَحفوظٌ بحِفظِ اللهِ وعِنايتِه، وقولُه: "ولا بغْيَ" أي: لا ظُلمَ فيه ولا مَيلَ عن الحقِّ، "لا غِلَّ" أي: لا حِقدَ، "ولا حسَدَ"، أي: ولا يتمنَّى زوالَ نِعمةِ الغيرِ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على سَلامةِ الصُّدورِ والقلوبِ مِن الصِّفاتِ الخبيثةِ؛ كالغِلِّ والحِقدِ والحسَدِ، وغيرِ ذلك.
وفيه: أنَّ اللهَ سبحانه يَنظرُ إلى القلوبِ والأعمالِ، فيُجازي على ما يَطَّلِعُ عليه في قلبِ عبده مِن الإحسانِ أو غيرِه
.
‏إن أردت أن تســــعد
لا تقف عند كل محــطة
ولا تجعل من كل موقف معركة
ولا تدقق على من حولك
ولاتنبش ما غطي
ولا تفتح ما أقفل
ولا تداهم النوايا
ولاتحرص على معرفة كل التفاصيل
خذ من الناس ما ظهر لك منهم من خير
ولاتنبش باحثا عن عيب
دع الخلق للخالق ودع الحياة تسير
.
أنت مكلف بالسير...لا بالوصول .

من أنفع ماقرأت :

قصة ضمرة بن جندب
بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى يثرب، لم يتبق في مكة إلا عدد قليل من المسلمين لم يهاجروا لمرضهم وكبر سنهم.
وكان من بين هؤلاء الصحابة الذين حبسهم المرض وكبر السن الصحابي الجليل:

ضمرة بن جندب ''
رضي الله عنه

لم يستطع أن يتحمل مشقة السفر وحرارة الصحراء فظل في مكة مرغمًا.
ولكنه رضي الله عنه لم يتحمل البقاء بين ظهراني المشركين، فقرر أن يتحامل على نفسه ويتجاهل مرضه وسنه.

وبالفعل خرج ضمرة بن جندب رحمه الله، وتوجه إلى يثرب، وأثناء سيره في الطريق اشتد عليه المرض، فأدرك أنه الموت، وأنه لن يستطيع الوصول، فوقف رحمه الله وضرب كفًّا على كفٍّ، وقال وهو يضرب الكف الأولى:
اللهم هذه بيعتي لك
ثم قال وهو يضرب الثانية:
وهذه بيعتي لنبيك
ثم سقط ميتًا ..
فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث لضمرة، ثم نزل قول الله تعالى:

' ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺨْﺮُﺝْ ﻣِﻦ ﺑَﻴْﺘِﻪِ ﻣُﻬَﺎﺟِﺮًﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺪْﺭِﻛْﻪُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﻓَﻘَﺪْ ﻭَﻗَﻊَ ﺃَﺟْﺮُﻩُ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَّﺣِﻴﻤًﺎ ''
النساء ١٠٠.

فجمع النبي أصحابه وأخبرهم بشأن ضمرة وقال حديثه الشهير ، الذي هو الحديث الأول في صحيح البخاري والأربعين النووية :
( إنما الأعمال بالنيات،…الخ)

فحاز ضمرة شرفًا لم يحزه غيره بأن نزل فيه قرآن وسنة، رغم كونه لم يصل إلى المدينة .

الطريق الى الله طويل، لايشترط أن تصل إلى آخره، المهم أن تموت وأنت فيه.
العمل مع الله لا يشترط فيه أن تصل للهدف، ولكن يكفيك أن تموت وأنت تعمل وتسير في الطريق إليه مادامت نيتك لله ...

حافظوا على مسيركم إلى الله فالقلوب ضعيفة والفتن خطافة.

اللهم سيّر قلوبنا إلى طاعتك
واحفظنا من الفتن ماظهر منها ومابطن
..
...


قال الإمامُ ابن القيّم رحمه الله :

( فمطالِبُك بل مطالبُ الخلقِ كلّهم جميعًا لديه ، وهو أجودُ الأجودين ، وأكرمُ الأكرمين ولا يتبرّمُ بإلحاحِ المُلحّين ، بل يُحبُّ المُلحّين في الدّعاء ، ويُحبُّ أنْ يُسألَ ، ويغضبُ إذا لم يُسألْ ).

الدّاء والدواء (٥٣٧).


‏سبحانك ربنا ما أعظمك  .


...
2024/06/24 08:05:31
Back to Top
HTML Embed Code: